العلاج بالأوكسجين عالي الضغط (HBOT) هي ثورة طبية تدعم الشفاء وتعزز الحياة، حيث يُستخدم العلاج بالأوكسجين عالي الضغط على نطاق واسع في الممارسات الطبية الحديثة كوسيلة داعمة فعّالة لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الحادة والمزمنة. ومن أبرز استخداماته علاج حالات السكتة الدماغية، والجلطات القلبية، والتسمم بأول أكسيد الكربون، والغرغرينا الغازية، وفقدان السمع المفاجئ الناتج عن خلل في العصب السمعي. كما يعتمد هذا العلاج على زيادة الضغط الجزئي والمحتوى الكلي للأوكسجين في الدم، مما يعزز من تشبع الأنسجة بالأوكسجين، وينشّط الدورة الدموية، ويدعم وظائف خلايا الدم الحمراء. وتُعد هذه التأثيرات جوهرية في علاج الأمراض المرتبطة بنقص التروية الدموية، سواء كانت قلبية أو دماغية. كما أنه لا يقتصر دور غرف HBOT على تحسين الأكسجين فقط، بل يمتد ليوفر خصائص مضادة للالتهاب، ويساعد في تقليل التورمات النسيجية، وتحفيز تكوّن الأوعية الدموية الجديدة وتكاثر الخلايا، ما يسرّع من التئام الجروح ويعزز قدرة الجسم على مقاومة العدوى، خاصة تلك الناتجة عن البكتيريا اللاهوائية. وباختصار، يمثل العلاج بالأوكسجين عالي الضغط تطوراً نوعياً في عالم الطب، إذ يجمع بين الفاعلية العلمية والتأثير العلاجي الواسع، ما يجعله خياراً رائداً في دعم الصحة واستعادة العافية.